Ads 468x60px

الأربعاء، 9 مايو 2012

تقرير خاص بالمناظرة الوطنية السادسة لتحسين جودة التعليم في موضوع: أية استراتيجيا للتربية والتكوين لمغرب 2030؟ عبد العزيز مزياني - طالب مفتش


تقرير خاص بالمناظرة الوطنية السادسة لتحسين جودة التعليم في موضوع:
أية استراتيجيا للتربية والتكوين لمغرب 2030؟




                               
الثلاثاء 8 ماي 2012
كلية الآداب والعلوم الإنسانية.أكدال.الرباط
مدرج الشريف الإدريسي
توزع برنامج المناظرة إلى جلستين:صباحية ومسائية.تشمل الأولى حصتين، تختتم بمناقشة القضايا التي عرضها السادة الأساتذة، والثانية ثلاث جلسات تنتهي بتكريم عالم المستقبليات الكبير "المهدي المنجرة".
جدير بالذكر أن هذه المناظرة تنظمها الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم، بشراكة مع مركز طارق بن زياد، وهي امتداد واستمرار للمناظرات الخمس السالفة.
هذا وقد تخللت الفترة الصباحية، في حصتها الأولى ثلاث مداخلات، في حين عرفت الحصة الثانية مداخلتين خلافا للبرنامج المسطر(3).
في البداية، تقدم المسير العام للمناظرة، الأستاذ "عبد الرحمان لحلو"، خبير التربية والتعليم، بكلمة ترحيبية على شرف الحضور، شاكرا المساهمين وإدارة الكلية، وواضعا الحضور في السياق العام للمناظرة. سنقتصر في تقريرنا هذا على إبراز أهم المحطات التي شهدتها المرحلة الصباحية؛ وفق ترتيبها الكرونولوجي.
1. مداخلة الأستاذ "حسن أوريد" أستاذ العلوم السياسية
§        عنوان المداخلة: المشروع المجتمعي ومدرسة الغد
بداية، لا بد من الإشادة باحترافية الأستاذ في تعاطيه للموضوع، منهجا وضبطا واختصارا.تطرق من خلاله إلى جملة نقط هامة،نوجزها كما يلي:
. اعتبار موضوع المناظرة يكتسي صبغة خطيرة من زاوية أهميته البالغة، باعتباره مرتبط بالطموح الجماعي، وباعتبار المسألة التربوية هم يشتركه الجميع، وما الوزارة الوصية إلا فاعلا ضمن مجموعة فاعلين؛
.  إشكالية التعليم مرتبطة بتصور أي مجتمع، فرغم الهنات التي تعاني منها المنظومة التربوية الوطنية، لابد من تثمين المنجزات والاعتراف بالجهود المبذولة من طرف الجميع؛
. يستحيل إيجاد حلول للمشاكل المتفاقمة بالارتكان إلى الماضي، أو بنسخ تجارب الآخر، بل لابد من الابتكار والتجديد وفقا لخصوصيات المجتمع؛
. لا يمكن تصور منظومة تربوية بدون مرجعية أخلاقية(قيم)، وبدون هوية حضارية واضحة تنهل من تاريخها وتعتز به، وأيضا بدون مرجعية اللغات الوطنية التي ينبغي تحبيبها للنشء؛
. أوضح الأستاذ أن منظومة التربية والتكوين تتألف وفق هرم، قاعدته مشكلة من قيم، أضلاعه من هوية ثقافية، ينبغي ترسيخهما و تثبيتهما في التعليم الأساسي بشقيه، في حين أن القمة مشكلة من كفاءات يلزم التركيز عليها في التعليم الثانوي؛
. انتقل الأستاذ، في مستهل عرضه، إلى تفكيك البنية التربوية وفق خمسة عناصر إجرائية حددها كما يلي:
1- التلميذ: صلب المنظومة، محتاج أكثر في التعامل معه، إلى علاقة نوعية وتجاوز العلاقة الكمية؛                          2- المعلم: باعتبار وظيفته النبيلة، يحتاج إلى تعامل خاص، يعيد له الاعتبار؛
3- المؤسسة التربوية: باعتبارها بنية مادية محتضنة للتلاميذ، ينبغي أن تتصف بمواصفات جد محددة؛
4- المقرر: يترجمه السؤالان التاليان: ماذا سندرس؟ أي طموح جماعي للمجتمع؟
5- المنهاج: كيف سندرس؟
.في الختام، أوضح الأستاذ أن الموضوع المطروح، يسائل المجتمع برمته،شاكرا الجمعية على مساهمتها الهامة، من أجل النهوض بقطاع التربية والتكوين ببلادنا.
2. مداخلة الأستاذ" محمد ستيتو"، عضو مكتب الجمعية
§        عنوان المداخلة: "تقديم تصور الجمعية لإستراتيجيا التربية والتكوين لمغرب 2030
تطرق الأستاذ في معرض مداخلته، والتي أرادها موجزة، إلى النقط التالية:
. اعتبار المناظرة موعدا سنويا متجددا، تهدف إلى الإسهام في خلق حوار وطني متواصل حول جودة المنظومة، وكذا تنويع زوايا المقاربة للإشكاليات المرتبطة بجودتها؛ مع فتح المجال للخبرة الوطنية؛
. التذكير بالمناظرات الخمس الوطنية المنظمة من طرف الجمعية، انطلاقا من 2005، واعتبار المناظرة الحالية استمرارية وامتداد لما سبق؛
. وضعها في سياق متسم ببروز متغيرات محلية(دستور 2011، المرحلة الختامية للبرنامج الاستعجالي...) وإقليمية (الربيع العربي) ودولية(الأزمة الإقتصادية...)؛
. تأكيده على أن الإستشراف يمكن من تجاوز اختلالات قد تظهر مستقبلا، وبالتالي فخلاص المنظومة يكمن في  تبني مبادئ تدبير الجودة و مواكبة التغيرات المتلاحقة واعتماد مقاربة نسقية؛
. تحديد الإستراتيجيا الناظمة للمشروع المتكونة من ثمان عناصر وفق منهجية محددة بمراحل مضبوطة؛
. ختاما، اقترح الأستاذ سيناريو لتطوير المشروع وفق مداخل المؤسسات الأربعة: مؤسسات التفتح،  مؤسسات التمرس، مؤسسات المعرفة والثقافة وأخيرا مؤسسات التمكن والمسؤولية.
3. مداخلة الأستاذ "عبد الإله مصدق"، إطار تربوي
§        عنوان المداخلة: تدبير منظومة التربية والتكوين بين الإستعجال والتوافق
قدم الأستاذ كرونولوجيا مفصلة عن التحولات التي عرفها النظام التربوي المغربي، انطلاقا من المناظرة الأولى التي انعقدت بمدينة إفران، خلال الشهور الثلاثة: مارس، أبريل وماي من سنة 1970 وصولا إلى البرنامج الاستعجالي (2009/2012)، ومرورا بالميثاق الوطني للتربية والتكوين (2000)، والذي اعتبره وثيقة تاريخية مرجعية وأرضية خصبة لإصلاح المنظومة.
إلا أن ما لاحظه الأستاذ، هواقتران الإصلاح بالإستعجال، في كل مرة أريد بها إخراج المنظومة التربوية من الأزمة، منذ البدايات الأولى للإستقلال، وحتى الآن، مما يفضي إلى نتائج عكسية وخيمة، عكس المأمول.
في الختام، تساءل الأستاذ عن إمكانية تطوير التعليم في ظل عدم الإستقلال اللغوي. داعيا إلى ضرورة التحلي بالنفس الطويل، وبلورة جهود جماعية هادفة لأجل النهوض بقطاع التربية والتعليم.
4.  مداخلة الأستاذ"رشيد جرموني"، باحث في علم الإجتماع
§        عنوان المداخلة:مقدمات لمشروع مدرسة الغد
ذكر السيد المحاضر بالعوائق البنيوية النسقية العامة و الشاملة، التي تعاني منها المنظومة، مثمنا في الآن نفسه وثيقة الميثاق الوطني، مع خطورة الإختزال الضيق في التعاطي لإشكالات المنظومة.
بعد ذلك، أكد على ضرورة توفر مشروع مجتمعي واضح القسمات، في مجال التربية، موضحا أن النظام التربوي مناقض تماما لقيم المجتمع، إضافة إلى اغترابه وبعده عن الواقع، كما دعا كذلك إلى ضرورة توفر نظرية تربوية يرافقها نموذج عملي تطبيقي.
في ختام مداخلته، بين أن الخروج من الأزمة التي يتخبط فيها النظام التربوي، تحتاج إلى إبداع تربوي غير مسبوق من طرف الفاعلين في الميدان.
5. مداخلة الأستاذ "محمد سعيد صمدي"، باحث وأكاديمي
§        عنوان المحاضرة: دور التعليم ما قبل المدرسي والإبتدائي في ترسيخ القيم
بين الأستاذ أهمية الطفولة المبكرة في حياة الإنسان، باعتبارها تعد مرحلة حساسة في بناء شخصيته، في نفس الوقت، ذكر أن المدرسة المغربية تعاني فراغا قيميا مهولا، رغم كونها المحضن الأساسي للتربية على القيم من خلال حوامل متنوعة وعديدة.
كما أشار إلى أن عوامل نجاح البناء القيمي في الطفولة المبكرة تتلخص فيما يلي: اكتساب اللغة الوظيفية، تواصل تربوي فعال بين جميع الفعلين في الحياة المدرسية، الإهتمام بالأنشطة الموازية وأخيرا تسريع وتيرة الحياة للحياة المدرسية.
بعد نهاية المداخلات، خصصت وقفة للإستراحة، عاد بعدها المشاركون لمناقشة أهم النقط الواردة في المداخلات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق